أول سؤال تتفتح عليه عيوننا, فى لحظات الصبا الأولى ..
ما هو الحب؟!
ما طبيعته؟!
و ما هيته؟!
و ما حدوده؟!
و مع اول خفقه حب فى قلوبنا ننسى كل هذا..
و نحب..
فقط نحب..
فالحب اشبه بنسيم دافىء فى يوم بارد قارس البروده, ما ان يشعر به جسدك و ينبض به قلبك حتى ينتعش كيانك كله و تتغير كيماويات مشاعرك فى لحظه واحده و تغرف حتى قمه رأسك فى بحر من العواطف لم تكن تتصور حتى وجوده فى اعماقك..
فقديما كانت لديك معارف..
و اصدقاء..
و زمالات..
و جيران..
و اقارب..
و اسره..
ثم فجأه, اضيف الى القائمه ضيف جديد..
حبيب...
شخص ما لا تكاد تراه حتى لا يكتفى قلبك بالخفقان و الرقص بين الضلوع, و انما ينقل نبضاته و خفقاته الى كل عرق و شريان فى جسدك..
بل و كل ذره من كيانك..
و عندما تطلع الى وجهه و عينيه تتمنى لو انه بحر , و انك سمكه تعيش فيه الى الابد, تحيا و تتنفس من اعماقه..
و لن تمل النظر اليه..
ستأمل لو ان عينيك قد التصقتا به و انتقلتا اليه و اصبح بامكانهما ان يتابعاه فى روحه و غدوه و ليله و نهاره و صعوده و هبوطه..
و عندما يغيب عن بصرك, ستغدو روحك خلفه و تلهث وراءه, و تترك جسدك دون استئذان لتلقى نفسها بين ذراعى ظله..
و عندما يختفى من امام بصرك سيولد مره اخرى فى عقلك.. فى خيالك..
فى كيانك..
فى وجدانك كله..
ستراه داخلك فى كل لحظه, و تشم رائحته فى كل مكان و تشعر بوجوده فى كل موقف..
حتى احلامك ستحوم كلها حوله معبره عن شوقك اليه و لهفتك عليه و املك فى ان تصحو, لتراه امام عينيك..
و اذا ما لمسته يوما , فستشعر و كأن هذه اللمسه قد اطلقت فى جسدك تيارا كهربيا ناعما و لكن قوته تكفى لاناره الف مدينه لأف الف عام..
و سيسرى هذا التيار فى جسدك طويلا..
طويلا جدا..
و سيضىء نفسك..
و قلبك..
و مشاعرك..
النور سيغمر كيانك, حتى و لو كنت فى قلب الظلام و اعماقه..
و قلبك سيشتعل بشعور مبهر..
جسدك كله سينطلق بنشاط لم تعرفه فى حياتك ابدا..
و لن تنسى تلك اللمسه ابدا..
ستحتضنها اطرافك العصبيه.. و تختزنها ..
و تدمنها..
دوما ستتمنى ان تحظى بها ثانيه ..
و ابدا ستحفرها فى عقلك..
و لفتره طويله, ستقدس موقع تلامسكما و تعشقه و تغمره بعواطفك و قبلاتك و حنانك..
أما كلمات من تحب فستبدوا لاذنيك كأجمل و اعذب موسيقى فى الكون كله ..
لحنها سيثب من اذنيك الى قلبك مباشره , و ستشعر به يرقص على اجمل سيمفونيه فى الوجود..
سيمفونيه لن يملها كيانك قط..
و سيظل يعزفها ابد الدهر..
سيمفونيه يقودها قلبك , و يعزفها اوركسترا خلاياك كلها..
الى ابد الابدين..
اما ابتسامه حبيبك فهى دنيا ما بعدها دنيا..
هى اجمل مشهد تراه عيناك .. و اعظم لحظه يعيشها بصرك..
و اكبر متعه تحظى بها مشاعرك..
و اسعد لحظه يعيشها كيانك..
ابتسامته هى ابتسامه الدنيا فى نظرك.. هى ضحكه الكون..
و فرحه العمر..
و امل كل يوم..
بل هى هدف ستسعى اليه منذ تفتح عينيك فى الصباح, و حتى تغلقهما فى الليل.. و حلم اما ان تراه او تتمنى رؤيته طوال الوقت..
اما لو بكى من تحب, فستشعر بقلبك يبكى معه..
يبكى دما..
دموعه ستصبح حمما ملتهبه, تلتهم اعصابك و مشاعرك بلا رحمه..
و لن يهدأ لك بال حتى تمسحها ..
حتى تمحوها بكل قوتك.. و كل حبك..
و حتى تعود اليه الابتسامه .. و بأى ثمن...
و احلامه ستصبح بالنسبه لك اهدافا تسعى قبله لتحقيقها له..
امنياته هى امنياتك..
رغباته كل ما تقاتل من اجله..
كل ما يريده هو امر مباشر لقلبك..
لكيانك.. لقدراتك..
و آه لو نطقت شفتاه بكلمه حب واحده..
عندئذ ترتجف اذناك و تنتقل ارتجافتهما الى قلبك, و مشاعرك..
الى كل خليه فى جسدك..
و سيخفق قلبك..
و يخفق..
و يخفق..
و يستمر فى الخفقان مادامت الكلمه تتردد فى اعماقك و تعربد فى وجدانك..
و لن تنساها ابدا..
ابدا..
و لا تسأل نفسك لماذا..
فهذا هو الحب..
شعور لا يمكن وصفه بعبارات محدوده , او حتى بحر منها..
فهو يحتاج الى محيط من الحبر.. و شلال من الورق.. و قرون من الدهر.. و موسوعات من الشعر..
و اطنا ن من الاقلام.. و فيض من المشاعر .. و نهرا من الاحاسيس.. و بحيرات من الانفعالات .. و ..
و قلب يحب..
قلب واحد خفق بالحب , يكفى لمنحنا جواب السؤال..
فهذا هو الحب..
الحب..
كل الحب..