1ـ حوّل الاعتصام أكثرية متباهية باستلامها الحكم الى أكثرية مشكوكة المنشأ والمال وأظهر كذب التمثيل للأغلبية من اللبنانيين.
2ـ نجح الاعتصام في تصحيح معنى السيادة والحرية والاستقلال من تفسيرها وفقا للمنطق الأميركي المفرق للشعوب الى تفسيرها وفقا لقواعد الشراكة الوطنية التي تجمع الوطن، وتوحد بنيه.
3ـ نجح الاعتصام في إسقاط حاجز الخوف من معارضة نظام يدّعي التأله والصواب المطلق، ويرمي كل معارض بالعمالة للنظام الأمني اللبناني السوري كمقدمة لعزله.
4ـ كسر الاعتصام عصا التهديد الوقح لكل معارض من ان يتحول الى مشارك ومدان بجريمة اغتيال القيادات اللبنانية، وهو تهديد وتهويل أوصل أكبر القادة الأمنيين الى السجن بغير حق ولا يزال.
5ـ نجح الاعتصام في توجيه صفعة للمشروع الأميركي الذي راهن على تعويم فريق أغلبه من أهل العهود السابقة، مقابل فريق أريد له أن يكون أثرا بعد عين.
6ـ سجل الاعتصام أعظم إصرار في التاريخ على طلب الشراكة وليس التفرد وأطول حركة اعتراض منظمة في ساحة جغرافية واحدة تحولت الى قبلة إعلامية وسياسية.
7ـ حول الاعتصام القصر الحكومي وشاغليه الى مجموعة مشكوكة الشرعية ان لم نقل فاقدة لها، ومتهمة ان لم نقل مُدانة.
8ـ نجح الاعتصام في خلط الألوان اللبنانية فكان الامتزاج عميقا، وكان التواصل صادقا مع مختلف القوى والأطياف التي تشكل العائلة اللبنانية العريقة.
9ـ نجح الاعتصام في ألا ينجر الى موائد الفتن المتنقلة التي نصبت له.
10ـ نجح الاعتصام في ألا يخرج عن سلميته مهما كثُرت الاغراءات والاستفزازات والاقتراحات الفاتنة والمفتنة. 11ـ نجح الاعتصام في ان يجر السلطة وقواها الى اعتراف بضرورة تشكيل حكومة الثلث الضامن، حتى لو لم يتحقق.
12ـ أخيرا: نجح الاعتصام في ان يُثبت ان التوافق ـ ووحده التوافق ـ هو الحل، وشاهد الحال في انتخابات الرئاسة يبرهن انهم ضيّعوا سنة كاملة من عمر اللبنانيين؛ ليعودوا اليوم الى ما رفضوه بالأمس.
لكن دعونا نعترف:
1ـ لقد نجح رئيس الحكومة ـ ومن خلفه قوى السلطة ـ في ان يقدم للبنانيين والعالم نموذجا للحاكم الذي ينصت «بتقدير وتهذيب!» الى صرخة شعبه، فكانت كلماته «التاريخية» قمة الخروج عن لياقات الحاكم العادي، فضلا عن العادل؛ ليعبّر بفظاظة قل نظيرها بوجه مليون ونصف مليون لبناني بتعابير مثل: «قبض الريح» و«لن يرف لي جفن».
2ـ نجح رئيس الحكومة ـ ومن خلفه قوى السلطة ـ في نسف مبادئ العيش المشترك والحرص على ملاءمة النظام اللبناني الفريد بين أطياف المجتمع المتنوع، وهو أمر كلّف اللبنانيين كثيرا.
3ـ نجح رئيس الحكومة!! في ان يظهر رئيسا كثير «التفرنج» قليل «التلبنن» يتقن الانكليزية بطلاقة ويتلعثم في نطق أحرف عربية لبنانية عن الوحدة الوطنية والشراكة الحقيقية.
4ـ نجح رئيس الحكومة ـ ومن خلفه قوى السلطة ـ في إرساء قواعد جديدة للتعامل مع التنوع والتعددية التي طالما غنوا لها وصدحوا بها، فإذا بهم يغتالونها في أول اختبار لهم.
5ـ نجح رئيس الحكومة!! في ان يستبدل حضن شعبه ووطنه بأحضان مشبوهة وقبلات وعناق مع مصدري القنابل الذكية الى لبنان في حرب تموز.
6ـ نجح رئيس الحكومة ـ ومن خلفه قوى السلطة ـ وبعد طول انتظار في اكتشاف السبب الكامن خلف سقوط لبنان اقتصاديا وتراكم الدين العام؛ ليكون الاعتصام هو السبب التاريخي ـ حتى قبل بدايته ـ للهدر والفساد المالي والعجز الاقتصادي.
7ـ نجح رئيس الحكومة ـ ومن خلفه قوى السلطة ـ في تعميق مشكلة وسط بيروت التجاري من خلال العناد والتكابر على الحلول، على حساب الوطن ومصالح بنيه.
8ـ أخيرا نجح رئيس الحكومة الفاقدة للشرعية في التسويف والماطلة وصولا الى اليوم الذي يصبح فيه دولة الرئيس!! فخامة دولة الرئيس!! وهذا حلم أميركي جديد يعيشه ساكن القصر المعزول شعبيا وفريقه.
ويسألونك ماذا حقق الاعتصام؟ فقل حقق بقاء لبنان العيش المشترك، وإن حاربه المحاربون...
السفير ..حسين فضل الله