كلمة لسماحة السيد موسى الصدر في بعلبك بمناسبة ذكرى ولادة الإمام المهدي (عج) بعنوان: لن يكون جنوب لبنان وطناً بديلاً للفلسطينيين
10-8-1976
بسم الله الرحمن الرحيم
إلهي عظم البلاء وبرح الخفاء وضاقت الأرض ومنعت السماء، فإليك المشتكى وعليك المعوّل في الشدة والرخاء.
أيها الاخوة المؤمنون.. إنّها ذكرى الخامس عشر من شعبان، هذا اليوم المقدّس، ملتقى الذكريات الخالدة، والتي يصادف مولد الإمام المهدي المنتظر الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا..
هذه الذكريات الكريمة التي أكرمناها عبر تاريخنا المأساوي الطويل، فأكرمتنا ومنحتنا (في ظلمات الأيام وظلم الحكام وقسوة المتجاوزين) الأمل الدائم والاستعداد الدائم المتجسدين في مصطلحنا الديني بانتظار الفرج، فتخطينا بفضل هذا الأمل وهذا الاستعداد ظروفنا العصيبة الماضية، وقضينا (رغم طول الليل) على اليأس والإتكالية واللا مبالاة..
هذه الذكرى تصادف هذه السنة في خضم المأساة الدامية في لبناننا العزيز، تصادف محنة النبعة وجوارها، محنة ربع مليون إنسان اختاروا السكن هناك طلباً للعيش الكريم والرزق الكادح الحلال ولبناء الوطن ومستقبل أطفالهم..
ولقد كانت محنة النبعة بحجمها وظروفها وبتعدد الجهات المعتدية ووسائل الاعتداء والتضليل الإعلامي الشرس، هذه المحنة فاقت محننا التاريخية الكثيرة، بل هي تمثّلها جميعاً، وسوف نتغلب عليها بإذن الله بفضل الأمل والاستعداد الدائمين، وقد استقيناهما من هذه الذكرى العزيزة.. ذكرى الخامس عشر من شعبان..
أيها الاخوة المؤمنون.. ليست هذه المحنة منفصلة عما سبق من الأحداث الدامية التي يعيشها لبنان منذ سنة وأربعة أشهر، بل من الوضع العام الذي يعيشه وطننا الحبيب لبنان منذ سنوات طويلة، ولن تكون هذه المحنة على فداحتها هي الأخيرة، بل إنها حلقة متميزة من سلسلة الأحداث التي خطط لها التآمر الدولي ونفّذتها أيادٍ لبنانية!..
ولسنا في هذه المناسبة بصدد تحليل الأحداث بعد أن عبّرنا عن رأينا خلال المواقف والبيانات المتكررة، وبعد أن عاش المواطنون تطورات الأحداث وعواقبها الوطنية والقومية والإنسانية، ولمسوا الحقائق والممارسات والتفاوت الكبير بينها وبين الشعارات التي طرحها الأطراف منذ بدايات المحنة، كما لا نريد الآن تقييم المواقف واضغط الزر الأيمن للتحميل المسؤوليات، ولكننا نرى من واجبنا الوقوف أمام النقاط التالية:
1- إننا لا ولم نبدأ بالمعركة، وحددنا الأهداف التي تفرض المعركة (الدفاع عن الوطن ووحدته وعن المقاومة الفلسطينية)، وأكدنا أن الإصلاحات الاجتماعية والسياسية لن تتم بالسلاح، فالسلاح يعرّض الأهداف الأساسية للخطر، وعلنيا العمل من خلال نضال ديمقراطي طويل لتطوير الوطن وتعميم العدالة.
2- لقد فُرض علينا الدفاع عن النفس بالسلاح بعد أن تعرض أحياؤنا (الشياح، حي ماضي، بئر العبد، الليلكي، النبعة، جسر كفرشيما، ، وغيرها..) للاعتداء، وبعد ان فشلت كافة محاولاتنا ومناشداتنا واجتماعاتنا واعتصامنا لمنع التفجير، قمنا بالدفاع عن النفس ، وقدمنا في هذا المجال عشرات الشهداء ومئات الجرحى، كما أنّ الألوف من أبنائنا قُتلوا في عمليات القنص والخطف من خلال تنظيمات عديدة اعتمدتهم للقتال لشجاعتهم وإخلاصهم واندفاعهم السريع، حتى أصبحت طائفتنا في طليعة اللبنانيين والفلسطينيين بذلاً وعطاءً وتضحية وصمودا، ليسجل التاريخ ذلك مهما حاولت الإذاعات الجاحدة والصحف الحاقدة والأندية الطائفية أن تتنكر وتشوّه..
3- عاش أبناؤنا الأبرياء البررة طوال الأحداث يتعرضون للاعتداءات المتنوعة من قبَل اليمين: الجبهة اللبنانية من قتل وخطف وتشويه وتهجير وهدم للأحياء الآمنة، كما تعرضوا للاعتداءات من قبل بعض رفاق سلاحهم الذين ملأت الأحقاد والغيرة وتحسّب المستقبل قلوبهم، فنالوا منهم بالاتهامات والمحاولات الغريبة لتجريدهم من السلاح حتى وهم يدافعون في المتاريس المتقدمة عن قضية واحدة، وقد قُتل عشرات من شبابنا على أيدي رفاقهم، وبذلك فإنهم استشهدوا مرتين.
4- واستمرت المعارك، وجاءت البادرة السورية وتوقف إطلاق النار، وقُدِّم للمقاتلين عربون سُمي بالوثيقة الدستورية تكوّن أرضية الحوار وبداية الحل. وكنا من الملتزمين بهذه البادرة (مثل جميع الأطراف) في بداية الأمر، وبقينا نرفض استمرار المعارك، لأنها تهدد باستعصاء الأزمة وتقسيم الوطن وتدويل المحنة.
5- كنا نعتبر (ولا نزال) أنّ سوريا الثورة والثورة الفلسطينية هما طليعتا مواكب التحرير العربية ومجسّدتا آمال الأمة وتطلعاتها وسندا الإرادة الوطنية اللبنانية، ولذلك فإنّ تلاحمهما هو طريق تحرير فلسطين وسبيل تقدّم هذه الأمة وصيانة لبنان وطناً متطوراً موحداً، لأنّ الانفصال بينهما يؤدي الى الخلاف فيما بينهما، وهذه كارثة تهدد الأماني كلها وتعرّض لبنان والمنطقة لأخطار كبرى لا يمكن تحديد تفاصيلها.
6- كان الآخرون من اليمين واليسار المتطرفين يراهنان على وقوع خلاف لمصلحتهما الخاصة او لأهداف غامضة أخرى بعيدة كل البعد عن مصلحة الثورة الفلسطينية وعن مصلحة سوريا الشقيقة، فاستُعملت من قبلهما كافة أسباب الاستدراج والفتنة والاستفزاز والاستعداء وتحريض الداخل والخارج. وتعرضنا بصفتنا ضمانة التلاحم المذكور لمختلف أنواع الدس والاتهام وحملات الكراهية والشائعات حيث انّ المتآمرين الذين كان ممرهم هو الشقة بين الشقيقين وجدوا في موقفنا وإصرارنا سداً منيعاً أمامهم.
7- اختلاف موقفنا عن موقف الحلفاء في تبنيهم العلمنة: عندما أعلنّا عن رأينا (وهو رأي الأكثرية الساحقة من الناس والمتقاتلين) لأننا نرفض الطائفية السياسية والعلمنة معاً، ثارت ثائرتهم، وتعرضنا في سبيل المحافظة على إيماننا وعلى أماني شعبنا لأقصى أنواع الاتهامات، وفي النهاية أعلنوا عن موقفهم التراجعي وقالوا أنّ المقصود بالعلمنة هو إلغاء الطائفية السياسية..
8- رفضنا الإدارة المحلية، وقلنا أنّ الإدارة الجديدة يجب ان تتم بالاتفاق بين اللبنانيين بعد الحوار، وعلى أن تتم على كافة الأراضي اللبنانية، وإلا فإنها تكون بمنـزلة اقتطاع جزء من الوطن وإقامة سلطة جديدة عليه غير مقبولة من الآخرين، وهذا عمل تقسيمي لا يمكن ان نقبل به، وتابعنا محاربة الإدارة المحلية كما حاربنا سابقاً محاولات إيجاد حكومة ظل، ومارسنا البديل عنها وهو إحياء الإدارات الرسمية، وبعد ان اقتنع المواطنون بموقفنا، انكشفت حقيقة الإدارة المحلية، وتراجع عنها دعاتها واعتبروها عملاً مرحلياً تمهيداً للإدارات الرسمية، ولكن بعد ان دفعنا الثمن الغالي.
9- حول المقاومة الفلسطينية: حصل الخلاف السادس بيننا وبين حلفائنا (الأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية) لقد كنا نرى أن مهمة المقاومة هي تحرير الأرض المقدسة ووجوب تجنيد كافة الطاقات في هذا السبيل وتحديد العلاقات مع الناس والدول على ضوء موقفها من قضية التحرير، وإنّ التهاء المقاومة بأي عمل آخر سوى التحرير هو تعطيل لدورها وتأخير لمهماتها. بينما كان رأي بعض الأحزاب وممارساتها دفع المقاومة الفلسطينية على أن تصبح حركة هدفها قلب الأنظمة العربية وأولها لبنان، وهذا الخيار في رأينا حركة إقليمية تجعل الطريق بعيداً، سيما وأنّ تغيّر الأنظمة العربية (لأهمية موقع العالم العربي وثرواته) لا يتم إلا بعد تغيّر الكثير من أنظمة العالم، وهذا في رأينا خط مشبوه في هذه المرحلة، ولا يخدم قضية التحرير، بل هو على الأرجح إرادة الدول الكبرى، بل إرادة إسرائيل.
10- استمر تمسكنا بالجنوب، وطرحنا محنته والأخطار التي تهدده والتي زادت خلال الأزمة اللبنانية وبعد انهيار المؤسسات الرسمية، تلك الأخطار تبدو واضحة في ممارسات العدو الاجتماعية ووضع الخدمات بتصرف المواطن اللبناني، وبذلك جُعلت الحدود مفتوحة (الأمر الذي لم يحصل خلال ربع قرن من عمر السلطة اللبنانية المتخاذلة). وكان هذا موضع خلاف جديد، حيث انّ بعض قادة الأحزاب طرح الجنوب وطناً بديلاً للمقاومة تحريضاً لبعض قواعدها على القادة، كما أكد أنّ وجود الأحزاب وسلطتها في الجنوب أمر مقبول من جميع الأطراف (حتى إسرائيل)، وجاءت التصريحات الإسرائيلية الأخيرة في أعقاب اللقاءات المشبوهة بين مدعي تحرير لبنان من القوى الرجعية وبين الضبّاط الإسرائيليين، جاءت التصريحات لتؤكد أنّ إسرائيل تفضّل وجود سلطة اليسار اللبناني على سلطة الجيش السوري، ذلك الجيش الذي اتهموه أمس بأنه يعمل من أجل تأمين الغطاء الأمني لإسرائيل في العرقوب!..
11- هذه النقاط والأساليب والممارسات فجّرت الخلاف بيننا وبين حلفاء الأمس (الأحزاب والقوى الوطنية والتقدمية) وكانت تجعل منهم قوى متربصة تتهم وتعتدي وتفتك وتحاول، وما هو أخطر اجتذاب المقاومة الى عداوتنا أو استعداء بعض فصائلها على الأقل. والحقيقة أننا لم نمر في يوم واحد (منذ سنة تقريباً) إلا وعانينا اعتداءً على مؤسسة أو على رفاقنا أو أبناء طائفتنا أو تهجماً في الصحف أو الإذاعة، ناهيك عن التجاوزات المسلحة على شباب حركة المحرومين في جميع أنحاء لبنان. ومن الطبيعي أنّ هذه الاعتداءات لا تُخرجنا عن خطنا الذي آمنا به، ولا تجعلنا نتأثر بالانفعالات العاطفية أو نُستدرج للموقع الذي يريده لنا الخصم من حيث الموقع والتحالفات، وبخاصة من حيث علاقتنا بالمقاومة الفلسطينية. تاريخنا أيها الاخوة يشهد الكثير من أنواع ظلم ذوي القربى، وينقل لنا أكثر من ألف سنة من الاضطهاد والتشويه والتجني، ومع ذلك فإننا لا يمكن ان ننحرف ونتصرف على خلاف المبادئ الأساسية.
12- أما النبعة الشهيدة.. شهيدة الإهمال المزمن والغدر والخيانة والمزايدة، فإنّ مأساتها لا تعادلها مأساة أخرى عدا محنة تل الزعتر. إنّ النبعة وجوارها تضم حوالى 210 آلاف من العاملين الشرفاء أكثرهم من البقاع والجنوب، ويسكن في النبعة فقط 170 ألف مواطن يعيشون في حالة اجتماعية صعبة، ورعاية الدولة (وحتى الأحزاب التي ادعت الوصاية والحماية) لم تنجز لها مستشفى واحد عدا مستشفى الميدان الذي أسسه المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، أما الأحزاب اليمينية فخلال 11 شهراً جعلت المواطنين غير المقاتلين ينـزحون حتى بلغ عدد السكان حوالى 30 ألفاً، وجاءت الأحزاب تصادر المحلات والبيوت الخالية وتحتكر موارد الرزق وتضاعف الضغط وتخلف الجو الإرهابي والإذلال للمواطنين حتى لم يبق نتيجة هذه الاعتداءات في النبعة سوى 15 ألفاً بمن فيهم حوالي 5 آلاف أكثرهم من النساء والأطفال في الأحياء الأرمنية، وكنا طوال المحنة نساهم في تحييد الأرمن والاستعانة بهم في نقل المواد الضرورية للعيش والأدوية والأطباء وسائر الحاجات، وكان موقفهم جميعاً موقفاً إنسانياً وطنياً رائعاً. واشتد الحصار على تل الزعتر، وتصاعد القصف، فتذرع الجانبان وشدّا قبضتهما على الأبرياء في النبعة. والمآسي التي عاشها المواطن في هذه الفترة والتجاوزات اللا أخلاقية التي عاناها من بعض الأحزاب "الحلفاء" تفوق حد الوصف، ولا يمكن أن ينساها أحد، كما وانّ القوات المسلحة اليمينية كانت تتذرع بالقصف القادم من الأحياء الغربية، وترد بقصف الهدف الأسهل دون رحمة او حكمة. وهاجمت إحدى فصائل المقاومة بعض المناطق الأرمنية، ففي حاجز السكة اعتدي على فتاة، وبعد أيام أنزلوا عدداً من الأرمن من محلاتهم وقتلوهم، ثم تبين أنّ سرقة المجوهرات هي من فعل الفصيل المذكور وحليفه اللبناني، واستمرت الاعتداءات سبع مرات، وفي المرة الأخيرة ردت القوات الأرمنية المسلحة على خصومها، ولكنها مع الأسف عممت على الآخرين، ودخلت القوات اليمينية من هذه الثغرة التي كنا نحميها بحياد الأرمن، ودخلت النبعة وأخذت بعض الأماكن الاستراتيجية، وانهارت النبعة عسكرياً. وبذلنا جهداً كبيراً حتى فرضت سوريا وقف إطلاق النار في النبعة في الوقت الذي لم يبق في النبعة إلا حوالى 2000 شخص، و150 مقاتلاً، وكان المنطق لمطالبة سوريا بالتدخل التزامها بمنع التقسيم. وغدرت قيادات القوى اليمينية وعدها والتزامها، واستمرت في الزحف والتجاوز، ولعل السبب في ذلك أنها عرفت بالتحاق بعض المقاتلين من الأحزاب بصفوف قوى اليمين وتسليم قيادات عسكرية أسلحتها الى الأرمن وفرارها، وأخيراً توقيع وثيقة من قبل جميع الأحزاب والمنظمات عدا حركة "فتح" وحركة "أمل" (موجودة وستُعرض للرأي العام) تستسلم بموجبها وتلقي السلاح.. وبقي في ساحة القتال شباب أمل وفتح، وقاتلوا الى الساعة الأخيرة، وقُتل الكثير منهم، وحاولت القوى اليمينية اختلاق تنظيمات صورية وهمية من الشيعة لتبرر غدرها أمام سوريا، لكن الحقيقة ماثلة للجميع، كما حاولت الأحزاب المتخاذلة تبرير موقفها واضغط الزر الأيمن للتحميل الشرفاء مسؤولية اعتداءاتها وتجاوزها ومزايداتها.. وأبناء النبعة هم يشهدون، وتشهد معهم الأرض المروية بدماء شهدائنا، والله خير شاهد على الجميع. إنّ الدفاع المستميت المتواضع، والدعوات المتكررة الى الصمود، وتحضير الوسائل المطلوبة للصمود، وإصرارنا على استعمال كافة الوسائل، وربط العلاقات مع الجميع بموقفهم من النبعة، والسعي لعودة أبناء النبعة فوراً، هذا هو موقفنا، وكل ما نُشر ويُنشر عن موقفنا حملة مسعورة مهيأة قبل سقوط النبعة. إنّنا ننطلق في أعمالنا من واجبنا، ونعتبر الله رقيباً وحسيبا، ولا نسعى للتجارة الرخيصة بأرواح وكرامات الناس، ولا نشك لحظة بأنّ التضليل الدائم لجميع الناس مستحيل، وإنّ الحقيقة سُتكشف. النبعة أرضنا، وتهجير أهلها تمزيق لوطننا لا يمكن أن نسكت عنه مهما غلا الثمن وكثرت التضحيات.
13- أمام هول هذه المأساة: لا ننسى المحنة القصوى، وهي محنة تل الزعتر والأعمال البربرية التي تُرتكب بحق أبنائنا وإخواننا هناك. إنّ جهدنا الدائم وتفرغنا منذ حوالي شهر لمعالجة محنة النبعة وتل الزعتر وتجنيد كافة أعمالنا ومسؤولياتنا الأخرى هو واجبنا. ونؤكد لأبناء الطائفة وللمواطنين جميعاً، وإنّ الحكم التاريخي سيصدر على المعتدين وعلى الخونة وعلى المتآمرين بأرواح الناس، وإننا نتحمل مسؤولياتنا كاملة بإذن الله. وقد طالبنا الشقيقة سوريا باتخاذ موقف يتناسب مع المحنة التي تهدد وحدة الوطن وكرامة المواطن وشرف الالتزامات.
14- الحقيقة أننا أمام هذه المآسي المستمرة الكبرى نعرف سبب الهجمة الشرسة التي شنتها الأحزاب لأنها تعرف نموذج العمل المخلص المدروس الذي مارسناه قبل المحنة وبعدها وفي خلالها، وبالتالي فإنها تعرف أنّ المستقبل الكاشف سوف لا يبقي لها مجالاً لاستقطاب الجماهير. ولكن الذي لا نعرفه هو موقف بعض القادة السياسيين الذي تمتاز طائفته وعائلته بالمناقبية واللياقات، وقد خرج بصورة متشنجة على جميع هذه الشوؤن، واعتبر أنّ الظرف يساعد على تحطيم قيادات الطائفة الشيعية، بعد ان اعتبر نفسه ناجحاً في تحطيم الآخرين، كل ذلك وكأنّ موت عشرات الألوف لم يرو غليله.. وإننا نترك علاج الأمر لرفاقه ونحكّم في المرة الأولى طائفته الكريمة. وفي نهاية المطاف نعود الى ربنا الكريم حامي الحق والمدافع عن المؤمنين وملهم الضمائر ومنير الأبصار والبصائر فهو مولانا نعم المولى ونعم النصير.