عندما يكون عمر الجنين ستة أشهر يبدأ فى السمع والحركة والإحساس بكل
ما يطرأ على حالة الأم النفسية والجسمسة .فالجنين يتأثر بالموسيقى الهادئة
فيشعر معها بالراحة ويضطرب عندما تكون الموسيقى صاخبة ، وقد بينت
أ بحاث فرنسية أن الأجنة يستسغون موسيقى موزار ويضطربون لموسيقى بيتهوفن
.
ومن أهم العوامل التى تؤثر على الجنين أثناء فترة الحمل ما يلى :ـ
1ـ غذاء الأم :ـ قد يكون المثل القائل بأن الأم الحامل تأكل لاثنين لها و لجنينها صحيحاً
ولكن ذلك يعتمدعلى نوعية الغذاء ، ويجب أن تتنوع الأغذية وتكون غنية بالمواد المفيدة .
2ـ العقاقير :ـ تكون بنية الجنين هشة وأجهزته الجسمية لم تكتمل بعد وبذلك فإن
تأثير العقاقير ولو بجرعة صغيرة يكون تأثيراً شديداً ، وخاصة إذا كانت مهدئا ت .
3ـ الإشعاعات :ـ تؤثر بشكل كبير وخطيرعلى صحة الجنين فأشعة " " مثلاً
تدمر البويضة المخصبة من الأسبوعين الأولين . وقد وجد فى الدول المصنعة
للأسلحة النووية أن المناطق التى يتم فيها الصنع يكون مواليدها مصابون بتشوهات نتيجة الإشعاع .
4ـ أمراض واضطرابات المرأة الحامل :ـ مثل إصابة المرأة الحامل بمرض الحصبة
الألمانية الذي قد يؤدى إلى تشوهات فى القلب أو فقدان البصر و الصمم .
5ـ كثرة الحركة و الانفعال الزائد والإجهاد والإرهاق النفسي والتوتر المفرط .
6ـ العصبية :ـ إن عصبية الأم لها تأثير مباشر على الجنين حيث أن الجهاز العصبي
فى الجنين جزء من الجهاز العصبي عند الأم . كما أن الزوج المتعصب
يؤثر على الجنين عندما يكون فى رحم الأم وذلك لأن الجنين يتأثر بتأثر الأم .
7ـ الملابس الضيقة و الأحذية الغير مريحة :ـ تؤثر على الجنين حيث تسبب
آلام وإرهاق جسدي ونفسي للأم .
8ـ التفاهم والحياة السعيدة بين الزوجين ومع الأفراد المحيطين :ـ فكلما كان
هناك تفاهم وحوار ومراعاة بين الزوجين لظروف بعضهما وتغلبهما على الصراع
أو الخلاف الذي قد يحدث بينهما كانت نفسية الأم جيدة وهذا بدوره يؤدى إلى نمو
الجنين بشكل ايجابي ، وكذلك علاقة المرأة الحامل بالآخرين المحيطين الذين
يحيطونها بالدعم والحب والوفاء والألفة يساعدونها على الشعور بالراحة
مما يساعد الجنين على النمو بشكل سليم .
9ـ جنس الجنين :ـ ففي بعض الأحيان ترغب الأم بأن يكون جنينها ذكر
وكلن أنثى أو العكس فتقوم بإجهاض الجنين ، وعادة يكون من الزوج أو
الأهل الذين يرغبون بذكر أو أنثى فتنهال على الحامل الضغوطات واللوم
وذلك بسبب الجهل وعدم الوعي ،وبذلك يتأثر الجنين وقيل من البعض
بأنه يحاول الانتحار .
10ـ الحالة الانفعالية للأم :ـ التغيرات الانفعالية مثل الإجهاد والإرهاق النفسي
يؤدى إلى تغيرات فى كيمياء الدم لأنها تنشط الجهاز العصبي المستقل الأمر الذي
يؤدى بدوره إلى إفراز الغدد الصماء لبعض المواد الكيميائية فى مجرى الدم
مما يؤثر سلبياً على الجنين حيث يمكن ملاحظة تهيجه وتأثره وحركته الغير طبيعية .
وكذلك إذا كانت الأم قاسية القلب ، كاذبة ، متكبرة ، تحسد وتكره فإن
إفرازات جسمها الداخلية تنشر المواد السامة وبالتالي فإن الجنين سينال
النصيب الأوفر من هذه الإفرازات والمواد السامة ، والعكس من ذلك إذا
كانت الأم متسامحة ومتواضعة تحب الناس فإن جسمها سيفرز مواد مهدئة
تساعد على نمو الجنين بطريقة سليمة وصحية .
كما أن مشاهدة الأم الحامل للأفلام أو مناظر الحرب وأفلام الرعب يمكن أن
تؤدى إلى الولادة قبل الوقت المناسب لأن مشاهدة هذه المشاهد و الأفلام يؤدى
إلى اضطرابات فى الحالة النفسية ، كما أن العطور تؤثر على الجنين من خلال
دخول ثاني أكسيد الكربون أكثر من الأكسجين فيؤدي ذلك إلى تأخر نمو الجنين
، بالإضافة إلى أن وجود الأم الحامل في بعض المناسبات قد يؤثر على الجنين
فمثلاً وجودها في المآتم يؤثر الغدد لديها وهذا التأثير ينتقل إلى الجنين .
11 – التدخين والإدمان على المخدرات والكحول وجد أن الإفراط في التدخين
لدي الحامل يؤثر أولاً علي صحتها ويسبب لها الأمراض الخطيرة وثانياً يسبب
في مضاعفة حركة الجنين بسبب مايصله من النيكوتين مع دم الأم ،
ويسد الشرايين التى تمد الجنين بالغداء وأما بالنسبة للمخدرات فإنه يتوقف
على نوع المخدر الذي يسبب المرض الذي تصاب به الحامل فالماريجوانا
والحشيش لهما نفس تأثير التدخين ، أما المواد التي تسبب الهلوسات فإنها تقود
إلى الإجهاض ، وتعاطي الكوكايين أثناء الحمل يؤدي إلى التأخر العقلي
واضطرابات الجهاز الدموي والقلب وتمزق أمعاء الجنين مما يضع الأم
والجنين أمام الموت .
وقد بينت دراسات بأن الأمهات الحوامل اللاتي يتعاطين المخدرات ينجبن
أطفالاً يحتمل بأن يكونوا أكثر عرضة للإدمان على المخدرات .
12- الفارق العمري يجب أن يكون الفرق بين الزوجين 7 سنوات علي الأقل
حتي لايواجهوا مصاعب أو متاعب تؤثر عليهم بالدرجة الأولي وعلى أطفالهم بالدرجة الثانية .
13- الوضوح والصراحة : يجب أن تكون الصراحة والوضوح أساس التعامل
بين الزوجين بحيث يعرف كل منهما عيوب وسلبيات الآخر حتي توضح الحياة
بينهما وتستمر الحياة الزوجية .
الجنين والمؤثرات النفسية والصحية عليه :
من أهم المؤثرات النفسية والصحية للجنين :
• الراحة النفسية و البدنية للحامل وجنينها :ـ
نحن نعرف بأن المرأة حينما تحمل تلجأ إلى الراحة التامة بأن تبقى فى
الفراش على الدوام وهى تعتقد بأن ذلك يحافظ على صحتها وصحة جنينها
والعكس صحيح حيث أن الكسل والخمول وعم ممارسة الرياضة وقلة الحركة
تسبب للمرأة الحامل العديد من الأضرار . وفى المقابل قإن الإجهاد والإرهاق
والعمل لفترات متواصلة هو أيضا يسبب العديد من الأضرار للمرأة الحامل
ولذا يجب عليها أن تكون متوازنة بين الراحة والعمل ، بحيث تعطى لنفسها
حقها من الراحة ولا تجعل النوم يغالبها ، وأن تجعل أوقات نومها محددة
أي من " 8 ـ 10 ساعات " يومياً حتى تحاول الحفاظ على نضارتها وحيويتها
ونشاطها ، وعليها أن تأخذ قسطاً من الراحة وخصوصاً بعد العمل أو أي تمرين
تقوم به لإجهاد بدنها .
وبالنسبة للرياضة فإنها من أسباب الراحة للمرأة الحامل وخاصة إذا كانت
لاتحتوى على تمارين بها كثرة الوقوف لأن ذلك يضرها ويشكل خطورة على الجنين
ولهذا يشترط فى الزيادة التي تمارسها المرأة الحامل أن تكون بقدر معقول دون
إجهاد جسمها و إتعابها .
إن بعض النساء عندما يكن حوامل ويشعرن بقليل من التعب يستبقن الأحداث
ويجتنبن كل الأعمال وهذا فى اعتقادهم سيفيدهن بل بالعكس إن ذلك سوف يساعد
على تأزم صحتهن وتعبهن طوال فترة الحمل كما يؤدى بهن ذلك إلى مصاعب
كثيرة أثناء الولادة ، وفى المقابل فإن المرأة الحامل النشيطة التي تقوم بالأعمال
المنزلية المعتادة عليها طبعاً الابتعاد عن رفع الأشياء الثقيلة وتجنب الوقوف بكثرة
وممارسة الرياضة الخفيفة التي تقوم بتقوية العضلات يساعدها ذلك أثناء الوضع
فهذه السيدة نجدها تساعد نفسها بطريقة غير مباشرة لتسهل ولادتها ويسرها
واجتيازها دون مشاكل أو متاعب . وقد أثبتت أبحاث علمية أن الحامل تستطيع
أن تمارس رياضتها التي تعودت عليها قبل الحمل مثل : ركوب الدراجة والسباحة
وأي نوع من أنواع الرياضة التي لاتحتوي علي جهد كبير والتي لاتتطلب
إجهاد نفسها وجسمها أكثر من اللازم وأن تحدد في أوقات محددة ووجيزة
وهذا إذا كانت المرأة الحامل في صحة جيدة .
وتعتبر المرأة الحامل التي تمارس الرياضة وتعطي نفسها قدر من الراحة
والاسترخاء قد نجحت ووجدت في جسمها أقوي عاملان يؤهلانها لإنجاب طفل
سليم وصحيح ، هذا ما يخص راحتها البدنية .
وأما مايخص الراحة النفسية للحامل والجنين والتي بدورها تؤثر عليهما ،
كما أن الراحة النفسية تنعكس على الحالة الصحية والعكس صحيح ولأن الجهاز
التناسلي للأم بما في ذلك الرحم وهو الذي يسكن فيه الجنين يرتبط ارتباطاً وثيقاً وشديداً بجهازها العصبي .
إذ أن الانفعال والتوتر النفسي الذي تتعرض له المرأة الحامل يؤديان إلي
استثارة الجهاز العصبي لديها فيؤدي ذلك إلى حدوث اضطرابات في الانقباضات
الرحمية وفي تسيير الدورة الدموية الجنينية ويؤدى الانفعال أيضا ًإلى
زيادة نسبة الهرمونات في الدم مثل هرمون الأدرينالين والتيروكسين مما
يؤدي إلي التهيج والتوتر العصبي للجنين .
فتتضاعف حركة الجنين داخل الرحم وتستهلك هذه الحركة الزائدة نسبة من
الغذاء في الوقت الذي يكون فيه الجنين في أشد الحاجة إلى هذا الغذاء لإكمال
عملية نموه الطبيعي .
وذلك يشكل خطورة كبيرة علي الجنين قد تستمر حتى بعد الولادة وهناك احتمال
إصابته بما يلي :
1 – اضطراب الأمعاء وخاصة النوع المعروف باسم القولون الانقباضي .
2- عدم الانتظام في الرضاعة .
3- النوم المضطرب غير الهادئ .
4- كثرة البكاء والرغبة في أن يكون المولود محمولاً ..... إلي غير ذلك .
ويعد ميلاد الطفل الأول بالنسبة لمعظم الآباء والأمهات أهم خبرة في حياتهم
إلا أن المولود نفسه يعد هذا اليوم حيوياً حقاً بالنسبة لهم .
وكما أن لظروف الحمل أثراً كبيراً في نمو الوليد فإن ظروف الميلاد لها
أيضاً تأثير كبيراً