السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دور الأئمة عليهم السلام في حفظ التشيع ؟
قبل اكثر من عشرين سنة كنا نتباحث فيما ينبغي على الشيعة من فعل اتجاه الهجمة الشيطانية الشرسة على الاسلام الحقيقي اسلام محمد ص وآل محمد ع ، وكان الحضور من عَلّية القوم ، فانبرى لي احد ابناء المراجع رحمه الله، فقال إن رأي والدي ان التشيع يحفظه الائمة سلام عليهم بدون حاجة لنا ، وهذا هو المجرب ، فقد كان الحفظ والتسديد من قبل الأئمة اهم بكثير مما فعلناه بل النتائج لا تتناسب مع الأفعال وضئالتها. فهنا اطرقت ثم قلت له : هذا صحيح في واقعه ، ولكننا نبحث عن تكليفنا مع اننا لا نريد حفظ ايمان المؤمن الذي وصله الامام بلطفه ، بل نريد حصانة الشيعي العادي من الفتن الداخلية والخارجية المدعومة بالمال والدجل وجيش من الدجالين والتكفريين المجرمين، وأما الائمة فإن لهم اسلوب عجيب في تقريب وتسخير قلوب الناس اليهم وتوجيه الناس الى الوعي بالدين والى حب الله الحقيقي وطاعته، ولكن لا ننسى أن هناك حاجة ماسة لبيان الحقائق ولتحسين الخطاب رغم التضييق علينا من جميع النواحي. (ثم سار الحوار باتجاهه المطلوب) .
ذكرت هذا الحوار لانطلق انطلاقة سريعة للبحث في دور ائمتنا سلام عليهم في حفظ التشيع وحفظ حبهم في قلوب الناس، فان ما قاله ذلك الرجل المحترم صحيح في جانب التعامل الشخصي بين المؤمن وبين الايمان نفسه فهناك حالة لا يمكن تحقيقها بالطرق المألوفة من الخطاب والاقناع العلمي فإن ما يقوم به اهل البيت احياء واموات بشكل معجز يقوم مقام القيادة الخفية لحفظ المذهب وحفظ الاسلام بالحقائق .
قد يتبارد لذهن القارئ الكريم إن الكلام هو عن دور الائمة سلام الله عليهم في حياتهم بما فعلوه من سلوك اخلاقي رفيع، وعلم ، والتزام، وتقوى، واظهار حقيقي لمعنى العصمة والكرامة الإلهية وصحة كتاب الله وبيانه الجلي عمليا ، فكانوا كتابه الناطق وبرهانه الساطع. ولكن في الحقيقة فانني اريد الكلام في غير هذا المجال فإن هذا المجال مستوفى او متوفر في كمية هائلة من الدراسات والكتب ، وهي دراسات رغم انها تحتاج الى المزيد والمزيد لأن دراسة حياة اهل البيت عليهم السلام وبيان نصاعة موقفهم. وما نقصده من البحث هو دورهم عليهم السلام بعد حياتهم او في زمن الغيبة بشكل ادق. فهذا الدور الحيوي العجيب الغريب الذي يتصف بالكرامة والفاعلية الحيوية المباشرة ، لهو دور يجب ان نفكر به وان ندرسه ليس من جهة كونه مجرد كرامات، بل من زاوية ثانية وهي زاوية الدعم العقلي والنفسي للمؤمن بشكل شخصي لاثبات أن طريقهم هو طريق الصلة بالله وهو طريق الحقيقة .
انه الكلام عن الدور الفعلي والمباشر للائمة سلام الله عليهم في نصرة التشيع او الشيعي بما يثبّت قلوب المؤمنين على الحب والتشيع لهم .
هذا الكرم المستمر من النبي واهل بيته الطاهرين حتى بعد وفاتهم لهو اعظم ما اتحفنا الله به من تشيعنا لهذه الثلة القليلة من الانوار القدسية التي شرفنا الله بالايمان بها والتمسك بحبل يقينها المتين.
الفكرة بسيطة جدا ، تتمثل بكون الانسان حين يتوسل بالامام سلام الله عليه بمشكلة عويصة لا يمكن أن تحل الا بشكل معجز فيحدث الحل بشكل متناسب ومتزامن مع الحدث وبالشكل المعجز وغير المتوقع بدون وسيط أو خزعبلات. فهذا الامر يتعلق بالقناعة بوجود الصلة الحقيقية بين الامام وبين الله ويتعلق بالعلاقة بين الامام وبين مريديه من أي بشر كان. وبقول مختصر: إن الاستجابة للطلب الروحي الشخصي بما يقنع الشخص يجعل ذلك الفرد مرتبطا ارتباطا روحيا وعقديا بما لا يمكن أن يغيّر قناعته بخزعبلات تقول بعدم قدرة المستجيب على الفعل بأدلة لفظية غير سليمة المعنى (كما يدعي الوهابية).
وهذا ما يحدث يوميا بعشرات بل مئات والوف المرات مع المؤمنين من كرامات اهل البيت ومعاجزهم في مختلف بقاع الأرض ، بحوادث تختلف من حيث القرب والبعد عن تحقيق الممتنع.
إن من يرى بنفسه حل مشكله بعد أن يطلبه من الامام أو النبي ص فهل يمكن أن يقنعه وهابي يطنطن في اذنه عشرات السنين ؟ ليقول له الوهابي : ان هؤلاء موتى وأن الميت لا يمكنه ان يفعل شيئا ومن قال بقدرة الميت على الاجابة للتوسل فقد كفر وان الوساطة شرك فلا يجوز ان توسّط بينك وبين الله وليا صالحا مهما كنت مذنبا او لا قيمة لك من ناحية شرعية ، وغير ذلك من سخيف الكلام الذي يلوك به الوهابيون من الأكاذيب والكفر المبطن ، للتزوير على المسلمين من أجل اخفاء مشكلة شركهم الحقيقي بالله وعبادتهم لغير الله وتجسسهم لصالح الكفار وخدمتهم والعياذ بالله.
إن حقيقة التواصل الروحي والجسدي عبر تلبية المهمات الخاصة للانسان لهي ابلغ الدعاية واوفر طرق التواصل العقلي والمعنوي بين الامام وبين طالبي الحاجات لتكون نقطة بدء وتثبيت على الايمان وعلى اليقين المبني على البرهان الواضح لكل العقول ولكل الاتجاهات الفكرية.
الفرق بين ما يقوم به الائمة سلام الله عليهم وبين غيرهم سواء كانوا حقيقيين ام دجالين هو في نوع الاستجابة ، مثل الاستجابة في الممتنع الذي يصل الى مستوى المعجزة . ولهذا فإنني اعتبر أن الاستجابة بما هو اقل من هذا المستوى هي عملية استئناس وتواصل بسيط يدعم الايمان ويكون مجرد عمل متمم للاستجابة في الممتنعات الذي هو الدليل على ان جميع انواع الاستجابة المتواصلة صحيحة وبرهان عملي على صحة الارتباط، وليست نوعا عاديا من الاتصال بالامام.
طبعا بشيء من التأمل في المسألة الافتراضية يمكن أن نصل لنتيجة قاهرة ويقينية. وهي ان من يقدر على فعل الممتنعات انما يستمد قواه من القادر الاكبر على الخلق والفعل وهو الله، وهذا الامداد لا يكون بدون علاقة صادقة وقرب صحيح بين الله وبين عبده المكرّم بهذه الكرامة المهمة. وهذه العلاقة هي المطلوبة للبشر ليرتبط الانسان بربه عبر حجة من حججه . وعلى اقل تقدير هي علاقة صحيحة مع جهة واقعية وليست كذبا أو مستعينا بالكذب والدجل كما يفعل ائمة الضلال .
واما في غير (الممتنعات و شبه المستحيلات) فلا يمكن أن يكون ذلك دليلا قاطعا وانما هو مجرد دليل ظني يمكن ان يحصل بالشعوذة والسحر وغير ذلك من اساليب الدجل للدعوة للاشخاص او المبادئ ونسبتها الى الله او الدين لتعزيز موقف دين معيّن او مذهب معيّن. (خصوصا حين تكون الاستجابة ممن يفترض موته وليس امام كاهن او ساحر متخفي يقوم بالتغييرات الكونية بالسحر وما شابه ذلك) . ولكن حين تكون الاستجابة بحجمٍ وشكلٍ وصيغةٍ لا مجال فيها للشعوذة فيمكنها ان تدعم وتعزز كل انواع الاستجابة البسيطة الاخرى الداخلة في الدليل الظني . فهناك فرق بين أن يكون الطلب سري وقلبي بينك وبين الامام فتجاب بشكل معجز ، وبين ان تطلب ممن يفتح دكانه ليقوم بعملية شفاء بالسحر والدجل. وهذا واضح لمن له ابسط عقل متوفر لدى البشر.
اما لو رجعنا الى شواهد من معجزات الأئمة سلام الله عليهم التي تلامس معالجة الممتنعات وأشباه المستحيلات ، فلعل كل شيعي عاصر او شاهد أو وقع معه شيء من هذا القبيل سواء بوعي منه او دون وعي. وقد كتب في ذلك كتب مثل مدينة المعاجز وغيره من الكتب، وأنا شخصيا وقع معي الكثير ولكنني لا احب ان اروي ما وقع معي بالذات لاسباب كثيرة ، ولكن سأروي نماذج قليلة مما عاصرته وشاهدته. وهي مجرد نماذج قليلة جدا اخترتها من الذاكرة من بين مئات بل قل الاف ما عاصرته أو شاهدت روادها.
هذه النماذج رغم عدم اخراجها بالصورة الملائمة لها ، ولكنها كافية لأن تجيب من لم يفهم سر تمسك الشيعة بمذهب اهل البيت عليهم السلام بعيدا عن الادلة الشرعية والعقلية في صحة العقيدة ونضج المحتوى الديني لهذا المذهب الذي هو عين اسلام محمد وأهل بيته.
(القصص من الذاكرة المتعبة واعتذر عن التقصير فيها)
قصة المسيحي المستبصر أمامي- أبو فلان - (احتفظ بالاسم لكونه طلب مني الستر عليه لسلامة ذريته) . اتصل بي صديق من بغداد وكنت يومها في النجف الأشرف في سنة 1402 هجرية 1982 ميلادية ، فقال لي ان صديقا مسيحيا يرغب ان يراك لتحل له بعض مشاكله ، فقلت له: على الرحب والسعة . فحدد موعد الوصول ووصل الينا بعد الغروب من ليلة الجمعة وكان في نهاية الشتاء وبداية الربيع، فرحبنا به وبعد أن استقر به المقام قال لي: اريد منك طلبا شخصيا . فقلت له: تفضل ، ولن نبخل عليك بما نستطيع، عدا ما حرمه الله ، فقال: اريد منك ان تعلّمني كيف اتشيع؟ وان تستر عليّ ذلك ! فقلت له: هذا بسيط ولكن ما سبب الطلب ولماذا تريد الستر ؟ ثم قلت له: الامر بسيط وهو ان تقول: اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وتلتزم بشريعة الله. تكون مسلما، مالك مالنا ودمك دمنا وعرضك عرضنا، فقال لي: يا استاذ اريد ان اتشيع بالخصوص . فضحكت . وقلت: من قالها بشرطها وشروطها فقد تشيع لان التشيع هو الاسلام الحقيقي ، ثم قلت له سأسهّل عليك الامر : يمكنك ان تقول بعد الشهادتين: واشهد أن عليا ولي الله وأن الائمة الأحد عشر من ولده المعصومين ائمتي وحجج الله وأن التزم بتعاليم الاسلام. فقال: هل هذا يكفي بدون طقوس؟ فقلت له : نعم بكل تأكيد ولكن عليك بعمل الشريعة من حين قولك لأنك مكلّف بها على كل حال. فقالها امامي، ثم اخذ يبكي ويمسح دموعه.
وجلسنا متقابلين واخذ يحدثني عن سبب إسلامه . فقال: قصتي هي أنني متزوج ولي ولد وبنت متزوجة، وسعيد في زواجي ومع اسرتي ، واحب زوجتي كثيرا، وقبل سنة تقريبا أحست زوجتي بالام ووجود وروم متضخم ، فراجعنا المستشفى فاجريت الفحوص فتبين أنها مصابة بالسرطان . فضاقت الدنيا في عيني ، ثم قررنا ارسالها الى بريطانيا للعلاج فاخذها اخوها الى لندن ، وبعد ايام اتصلت بي زوجتي لتقول إنها اتصلت لتودعني حيث تبين ان السرطان منتشر ولا يمكن السيطرة عليه وهو في المراحل النهائية. وقد قربت وفاتي ، وهنا تنهد وقال : بينما انا جالس واضع يديّ على رأسي غارق في التفكير في محلي في بغداد، دخل علي جاري وصديقي الشيعي وهو كثير المزاح ، فسلّم علي فلم اجبه لأنني لم اشعر به . فاخذ يصيح بي فشعرت به واعتذرت وسألني عما يشغلني فحكيت له مصيبتي ، فقال بكل برود: يا أخي لم انت متحير؟ اذهب الى الحسين واخيه ابي الفضل العباس فسوف تشفى زوجتك، فاستسخفت كلامه حيث ان العلم يأس من زوجتي وأن توسلاتي الدينية في الايام الماضية لم تنفع. فلا الدين ولا العلم اسفعني، فكيف يسعفني أئمة المسلمين؟ وبينما انا افكر دخل علي جار عاقل موزون معروف في المحلة فسألني عن همي فاخبرته واخبرته بسخافة عقل جاري واقتراحه ، فقال لي لا تستهين بكلام جارنا فهذا الامر له قيمة حقيقية، ويمكن ان تشفى زوجتك اذا طلبتها بقلب سليم من الحسين عليه السلام، فرحمته لكل الناس بدون تمييز وهذا مجرب وقد حدثت معنا حوادث. واخذ يقص لي القصص الواقعية ، فقلت في نفسي: ماذا اخسر اذا طلبت زوجتي من إمام المسلمين؟ فقررت السفر الى كربلاء. وفي الصباح الثاني او الثالث قدت سيارتي الى كربلاء ، ووصلت حرم الامام الحسين وتفاجئت بعظمة البناء وبهائه وبدا لي اكبر من حقيقته بكثير لكوني مندهش فاخذت في البكاء بلا شعور، فسحبني احد الخدم وقربني من الضريح لاعتقاده انني مسلم محب للحسين وصاحب حاجة مندهش. وقال لي : اطلب حاجتك من إمامك ولا تخجل فهو كريم وهو رحمة لكل الناس . فاخذت اطلب من الحسين زوجتي بالحاح ، ثم خرجت من مقام الحسين عليه السلام فزرت اخيه العباس وفعلت ما فعلت مع اخيه. وخرجت من حرمه شبه مخدر نتيجة التعب والارهاق من البكاء والسفر. فقدت سيارتي الى بغداد، وفي الطريق اثناء قيادتي شبه الغائبة عن الوعي شعرت بسيارة تضايقني بالاصوات فالتفت فوجدت انني اقود السيارة في منتصف الطريق وقد سببت تضييق الطريق ، فملت لتعديل المسار، فاذا بالسيارة التي خلفي قد تقدمت وصفّت مع سيارتي وإذا بضابط في الجيش يقود سيارة حديثة يسبني ويبصق عليّ فلم اجبه، ولكنه امرني بالتوقف فتوقفت فنزل واخذ يسبني ويشتمني ثم صفعني على وجهي واهانني وذهب ضاحكا وكان من في سيارته يضحك ويسبني، فدهشت من هذه الاهانة والظلم ، فهنا ادرت وجهي الى العباس فقلت له باكيا: هل يكون جزاء من يزورك الاهانة والضرب ؟ فذهبت باكيا ذاهلا مما حصل لي ، وبعد ان عبرت جسر مدينة المسيب وجدت تجمعا امام حادث مرور، فاذا بي ارى السيارة الحديثة مقلوبة والضابط ميت ومن معه مصابون باصابات بليغة. فهنا عرفت أن العباس لم يفوّت هذا الإعتداء على زائره ، فتعجبت من هذه المقابلة مع العباس والنتائج، فذهبت الى المحل مباشرة بحدود الثالثة عصرا وما ان فتحت باب المحل حتى سمعت رنة التلفون فرفعت السماعة، واذا بزوجتي تقول: حدث امر غريب يا ابا (فلان) ؟ فقلت: ما هو؟ قالت: اليوم فجأة تحسنت صحتي وذهب ألمي فطلب الطبيب اجراء تحليلات سريعة بما فيها تحليل لمؤشر السرطان في الدم، فاجري التحليل وقد خرجت الان النتائج فاذا به لايوجد فيه أي مؤشر للسرطان. فسألتها: متى شعرت بالتحسن فحددت الساعة واذا بها بحدود دخولي الى حرم الحسين والعباس ، فشكرت المسيح على هذه المنحة وتوجهت الى الحسين اشكره بقلبي كرد لجميله مع هذا المسيحي، وهنا قالت لي زوجتي: جائني الآن امر من الطبيب ان اقوم بالفحص النسيجي لتأكد والان استودعك. فقلت لها: على البركة وقفلت التلفون. وبعد عدة ايام اتصلت بي وقالت : حدثت معجزة! حدثت معجزة من المسيح! فقد تبيّن ان السرطان انتهى مني نهائيا. فاجهشت بالبكاء وطلبت منها المجيء الى بغداد فورا. وحين وصلت زوجتي الى بغداد اخبرتها بالقصة، ولكن اخذني الفضول ان اسأل من هو الحسين؟ وما هي قصته؟ وبدأت اسأل واقرأ وقد اُعجبت بالقرآن وبنهج البلاغة وادعية الامام زين العابدين فوجدت أن نهج البلاغة فيه من الحكم اكثر من الحكم في كتابنا المقدس ووجدت في الصحيفة السجادية ما هو اكثر من الزبور من المناجات لله. وقد بدأت في كل يوم خميس ازور كربلاء والنجف واطّلع على الاسلام ومحنته، وعرفت أنني ملزم بالايمان بالاسلام. فجئتك لهذا السبب ، فقلت له: كيف ستعالج موضوع العبادات والالتزام الفقهي اذا كنت لا تريد اعلان اسلامك؟ فقال: ان مشكلتي هي انني في مجتمع ديني متزمت لا يقبل التحوّل الديني لأي سبب كان، فاذا اعلنت إسلامي فسوف لن استطيع تزويج ابني وقد يطلّق صهري ابنتي فاخسر اسرتي ولهذا اريد فترة لترتيب امري في اسرتي بمساعدة زوجتي ، ولكن ارشدوني كيف أقوم بالعبادات بدون علان؟ وهل هناك طريقة لاقوم بالعبادة سرا؟ فقلت له: نعم ، فقال لي : سوف اكون هنا بعد اقل من شهر من اجل تعلم العبادات وكيفية أدائها، وفي صباح الجمعة سافر الرجل ، وفي الخميس الثاني او الثالث اتصل بي صديقي. وقال لي ابلغك خبرا سيئا وهو ان ابا فلان المستبصر قد توفي فجأة . فقلت له فورا: هذا من حب الله له حيث لم يعطه فرصة للتراجع نتيجة ظروفه الاجتماعية الضاغطة عليه فقد كان ضعيفا جدا امام قوة مجتمعه. وقرأت له الفاتحة.
قصة المسيحية وولدها المشلول والامام الرضا عليه السلامروى احد خدام الحرم الرضوي الاصدقاء الموثوق بهم ، قال: لحظت امرأة غير ملتزمة بالحجاب في حرم الامام الرضا عليه السلام، فسارعت اليها لمنعها ووعظها ، فجابهتني بقولها : أنني لست مسلمة ، فتعجبت وسألتها عن سبب زيارتها اذن.
قالت: ان عليّ دينا للامام فقد شافى ولدي. وسردت لي قصتها وهي :
ان لها طفل مشلول منذ الولادة وهو ليس له علاج مطلقا كما هو معلوم.
عرض عليّ بعض اقاربي أومعارفي أن اعرض حاله على الامام الرضا ، واطلب من الامام شفاءه. فقلت لهم: انه يشافي جماعته واهل نحلته، ولا يشافي من يتبع غير دينه. ولم افعل.
وظل الحال هكذا حتى بلغ السابعة من عمره فصار الولد يستمع الى هذه الاقوال ممن حولنا من الجيران والمعارف، فاصر هو على الذهاب للامام الرضا لعله ينال مبتغاه. فاتيت به الى حرم الامام الرضا تلبية لرغبة ولدي ليس إلا. فسألت عن الطريقة التي يتعامل بها الموالون في حرم الامام الرضا. فأخبروني بربطه عند شباك باب المراد وأن ابيت عنده الليلة، ففعلت ذلك ، فأخذتني غفوة ثم صحوت، فاذا بي اراه واقفا على رجليه، فذهلت وسألته عما جرى ؟ فاخبرني بأنه قد خرج شخص من ذلك الضريح وأتاني (اشار الى ضريح الامام عليه السلام) فطلب مني القيام ، فقلت له: انني مشلول ولا استطيع ذلك ، فأعاد عليّ الطلب واعدت الجواب وفي الثالثة اخذ بيدي ونهض بي فوقفت على رجلي ثم قال اخبر امك ( باننا لسنا فقط لشيعتنا وانما نحن رحمة للعالمين) ومن تلك الليلة شفي ولدي وانا ازوره بين الحين والاخر ردا للجميل . فسألتها: اما كان الاولى ان تهتدي بهديه؟ فاجابت انه التوفيق والى الله ترجع الامور. (اقول لعل جوابها كجواب صاحبي المسيحي رحمه الله لضغط العامل الاجتماعي)