سكوت امير المؤمنين عن ايذاء زوجته و اغتصاب خلافته لماذا ؟؟

اللهم صلي على محمد و آل محمد
المقدمة : لقد أثير شبهات كثيرة على أهل البيت و لكن من الأمور التي لا يعلم بها ناس كثيرون و التي هي من اكبر و أعظم عقائد أهل الشيعة و هو (( لمذا سكت أمير المؤمنين عليه السلام عند غصب الخلافة منه و إيذاء و زوجته؟؟؟؟)) و هل حدث ذلك أصلا ؟؟ و ما الذي حدث بالضبط ؟؟ . الآن سأورد لكم الرد الواضح و المبين ...

الشبهة: لماذا سمح الله تعالى للأعداء لن يفعلوا ما يريدون بحيث يتغلبون على أولياء الله ؟ , و لماذا لم يقتل النبي (ص) أعداء أمير المؤمنين (ع) في حياته ليتم الأمر له بعده ؟ , لماذا لم يحاربهم أمير المؤمنين مع انه كان قويا و شجاعا بل يمكنه إهلاكهم جميعا بالإعجاز ؟

الرد:1. لان الله جعل الدنيا دار ابتلاء و امتحان فلم يكن الغلبة لأوليائه دائما , بل كثيرا ما تقتضي المصلحة أن لا يمنع من غلبة الكفار و المشركين و الفساق على الأنبياء و الأوصياء و بهذا الأمر يمتحن الله عباده كي يميز الخبيث من الطيب و المنافق من المؤمن و المدعي من الصادق الصابر و قال تعالى (( ليجزي الذين أساءوا بما عملوا و يجزي الذين أحسنوا بالحسنى )) النجم 31

2. أما النبي مع علمه بما يحدث بعده و مع انه كان قادرا على إهلاك أعداء أهل بيته (ع) – كما يصنعه الملوك و الخلفاء بمن يخالفهم - إلا أن ذلك كان مضرا بالدين و خصوصا انه كان في بداية الدين الإسلامي , ثم كيف يعاقبهم على أمر لم يصدر منهم بعد ؟ و ذلك ينافي العدل الإلهي

3. أما بالنسبة لسكوت أمير المؤمنين فالنعلم أن لكل وصي من أوصياء الله دستور يعمل به ليبلغه للناس و يمكن أن نرد هذه الشبهة بعدة أمور :

أ‌. لان الإمام لم يجد من أعوانه النصرة إلا من القلائل و لذلك قال (( أما و الله لو كان لب عدة أصحاب طالوت أو عدة أهل بدر ... لضربتكم بالسيف حتى تؤولوا إلى الحق .. )) بحار الأنوار 28\341
ب‌. أمر النبي له بالسكوت و الصبر و نهاه عن القيام لكي لا يتهدم الدين برأسه و يخرب البنيان من رأسه و لا يبقى منه شيء , و في الروايات أن النبي قال (( إن وجدت أعوانا فبادر إليهم و جاهدهم , و إن لم تجد أعوانا كف يدك و احقن دمك حتى تلحق بي مظلوما )) الاحتجاج 75, 190..
و عنه في رواية أخرى (( يا علي انك ستبتلى بعدي فلا تقاتلن )) الغدير 7\173 عن كنوز للمناوي ص188

ت‌. لو افترضنا أن الإمام قام بذلك و حاربهم ما الذي سوف يحصل أقول لكم....
أولا سوف يرتد الكثير من الناس عن الإسلام لا سيما من كان جديد العهد به لضعف الإيمان
ثانيا إيجاد الفرقة بين المسلمين بحيث يقاتل بكل الآخر و يصبح الإسلام ضعيفا و مهزوما مع بدايته فهل يصح ذلك..
ثالثا لو قام الإمام و حاربهم هذا سوف يؤدي إلى موت الكثير من المؤمنين و الصالحين و موت الكثير من أهل بيته و ربما هو أيضا و هذا ما يريده الأعداء بالضبط ..



ملاحظة: قال ابن أبي حديد: و لامته فاطمة على قعوده و حتى أذن المؤذن فلما بلغ إلى قوله اشهد أن محمد رسول الله قال الإمام علي لها أتحبين أن تزول هذه الدعوة من الدنيا ؟ قالت لا قال : فهو ما أقول لك )) شرح نهج البلاغة 20/362
و ليعلم المتأمل بشؤون أهل البيت ان ما صدر عن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام لم يكن بقصد الملامة – و العياذ بالله – قطعا , بل لكي نعلم نحن و من في العالم علة و سبب سكوت مولانا أمير المؤمنين عليه السلام

الكاتب: كونوا أحرارا نقلا عن كتاب الهجوم على بيت فاطمة عليها السلام لعبد الزهراء مهدي

نسألكم الدعاء